الإجازةُ القُرآنيَّة
✅ الإجازةُ: هي إِحدَى طُرُقِ تَحمُّل العُلوم الشَّرعِيَّة والعَربِيَّة.
✍🏻 مَعنَى الإجازة لُغةً: هي الإذنُ في روايَةِ المَروِيَّاتِ والمَسمُوعات.
يقالُ: استَجازَ الطَّالبُ أُستاذَهُ أي طَلبَ مِنهُ الإِجازة.
✍🏻 مَعنَى الإجازة اصطِلاحًا: هيَ إِذنُ الشَّيخِ المُقرئِ لمَن يَقرأُ علَيهِ بأَن يَروِيَ أو يُقرئَ عَنهُ ما سَمِعَهُ مِنهُ مِن رِواياتِ وقِراءاتِ القُرآنِ الكريمِ بالسَّنَدِ المُتَّصِلِ مُقرئٌ عَن مُقرئٍ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ.
☑️ أركانُ الإجازةِ في القُرآنِ الكريم:
1️⃣ المُجيزُ: وهُو الشَّيخُ المُسنِدُ للقُرآنِ الكريم، المُستمِعُ والمُقيِّمُ للطَّالِب.
2️⃣ المُجازُ: وهُو الطَّالبُ الذي يَقرأُ بالإِتقانِ على الشَّيخِ المُجيز.
3️⃣ مُجازٌ به: وهُو القُرآنُ الكريمُ (كُلُّهُ أو بَعضُهُ) برِوايةٍ أو أكثَر مِن رِوايَاتِهِ التَّلفُّظِيَّة.
4️⃣ الإِسنَادُ: وهُو سِلسِلَةُ الأَداءِ التي وَصلَ القُرآنُ الكريمُ مِن خِلالِها للشَّيخِ المُجيزِ بالرِّوايَةِ -أَو أَكثَر- التي يُجيزُ بِها.
🔸 شَرطُ الإجازةِ المُعتَبَرِ لدَى العُلمَاء:
-
الإَخلَاصُ للهِ تعالَى.
-
ألَّا يتوقَّفَ السَّنَدُ عِندَ المُجَاز.
-
أَن يُقرِئَ المُجازُ كما أَقرأَهُ المُجيزُ دُونَ تَغييرٍ أَو تَبدِيلٍ.
🔸 تَعريفُ القِراءة: هيَ الاختِيارُ المَنسُوبُ لإمامٍ مِن الأَئِمَّةِ العَشَرَةِ بِكَيفِيَّةِ قِراءَتِهِ للَّفظِ القُرآنيِّ، على ما تَلقَّاهُ مُشافَهَةً، مُتَّصِلًا سَنَدُهُ بالنَّبيِّ ﷺ.
يُقالُ: قِراءَةُ نافِع، قِراءَةُ عاصِم.
🔸 وٍسُمِّيَ القَارِئُ قارِئًا: لأنَّهُ اختارَ ممَّا سَمِعَ مِن القُرآنِ قِراءَةً مُعيَّنَةً ثابتةً بِسَنَدِها المُتَّصِلِ إلى رَسُول اللهِ ﷺ، فالتَزَمَ بِها فأصبَحت هذهِ القراءَةُ تُنسَبُ إِليهِ ويُعرَفُ بها الإِمامُ، كقَولِنا: قِراءَةُ عاصِم، قراءَةُ حَمزة، وهكذا.
🔸 والقِراءَةُ الصَّحِيحَةُ: هي ما توافَرَ فيها أركانٌ ثلاثةٌ؛ وهِيَ:
① مُوافَقةُ القِراءَةِ لوَجهٍ من وُجوه اللُّغةِ العربيَّةِ، فصيحًا كان أم أفصَح.
② مُوافَقتُها للرَّسم العُثمانيِّ ولو احتمالًا، كمن قرأ {مَـٰلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} بدونِ ألفٍ، ومَن قرأها بألِفٍ.
③ التَّواتُرُ وصحَّةُ السَّندِ المتَّصلِ عن سيدِنا رسول الله ﷺ.
وهذا الرُّكنُ الأخيرُ شَرطُ صِحَّةٍ للرُّكنَينِ السَّابقَين، وهو أن يأخذَ القارئُ القِراءَةَ عن شيخٍ مُتقِنٍ مع الشُّهرَة والاستِقامة، لم يتطرَّق إليه اللَّحنُ، واتَّصلَ سندُهُ برسول الله ﷺ.
🔸 تَعريفُ الرِّوايَة: هيَ ما يُنسَبُ للرَّاوِي عن الإمامِ القارِئِ مُباشَرةً أو بِواسِطة بِشَرطِ أن تَتفرَّعَ عِندَهُ الطُّرُق.
كَرِوايةِ [حَفصٍ عن عاصِمٍ] مُباشرةً؛ فقد نقلَ حفصٌ القراءَةَ عن الإمامِ عاصمٍ بدونِ واسِطة.
وكَرِواية [الدُّوري عن أبي عَمرٍو] بواسِطة؛ فقد نقلَ الدُّوريُّ القِراءَةَ عن الإمامِ أبي عَمرٍو بواسِطةٍ، وهُوَ (يَحيَى اليَزيدِيِّ).
مثالٌ تَوضِيحِيٌّ: نقَل الرَّاويانِ (خَلَف + خلَّاد) قِراءَةَ الإمامِ حمزَةَ عنهُ بواسِطَةٍ وهُو (سُلَيْم)، فـ [سُلَيْم] واسِطةٌ لم تتحقَّق عِندَهُ شُروط الرَّاوي، فقَد نقَلَ عَن القارِئِ اختِياراتِه والطَّريقة التي التَزَمَ بهَا في القِراءَة ولَم تتفرَّع عِندَهُ القِراءَة.
[رِوايَةُ خَلف + روايةُ خلَّاد = قِراءَةُ حَمزة] .. [سُلَيْم = سَنَدٌ ناقِلٌ للقِراءَة].
🔸 تَعريفُ الطَّريق: هُو ما يُنسَبُ للآخِذِ عَن الرَّاوي مُباشَرةً أو بِسَنَدٍ وإِن سَفَل.
كَطَريقِ الأزرقِ عَن وَرشٍ، وطَريقِ عُبَيْدِ بن الصَّبَّاح عَن حَفص، ومثل: طريق الشَّاطِبيَّة والدُّرَّة المُضِيئَة، وطريقِ طَيِّبَةِ النَّشر.
وهذهِ الطُّرُقُ هيَ التي تُؤخَذُ مِنها القِراءاتُ المُتوَاتِرَةُ في زَمانِنا.
مثالٌ تَوضِيحِيٌّ: [عاصم قارِئ] .. [شُعبَة + حَفْص = راوِيا عاصِم] ..
[عُبَيد بن الصَبَّاح = طَريقُ حَفصٍ مِن الشَّاطِبيَّة].
فَيُقالُ: رِوايَةُ حَفصٍ عَن عاصِمٍ من طَريقِ عُبَيْد بن الصبَّاح (أَو طَريقِ الشَّاطِبيَّة).
🔸 تَعريفُ الوَجهِ: يُطلَقُ على أحَدِ أوجُهِ الخِلافِ بَينَ القُرَّاءِ، والتي هيَ على سَبيلِ التَّخيِيرِ، فَبِأيِّ وَجهٍ أتَى القَارِئُ أَجْزَأَ في تِلكَ الرِّوايَةِ، ولَا يَكُونُ إِخلالًا بشَئٍ مِنها.
🔸 تَعريفُ الشَّاطِبيَّة: هي القَصيدَةُ المَوسُومَةُ بـ [حِرز الأماني ووَجه التَّهانِي]،
وهيَ قَصيدَةٌ لامِيَّةُ مِن البَحرِ الطَّويل [عدَدُ أبياتِها 1173 بيتًا]، نظَمَ فيها الإمامُ/ أبوالقاسم بن فيرّه الأندلُسيّ الشَّاطِبيّ كتابَ (التَّيسِير) لأبي عَمرو الدَّانيّ، وذكَر فيها الخِلافات والاتِّفاقات بَينَ القُرَّاءِ السَّبعَة وهُم: [نافع المدني، ابن كثير المكي، أبو عَمرو البَصري، ابن عامر الشَّامي، عاصم الكُوفي، حَمزة الكُوفي، الكِسائِي الكُوفي]، وذكرَ فيها لِكُلِّ قارئٍ راوِيَيْن، ولِكُلِّ راوٍ طَريقًا واحِدًا، وذكر فيها زياداتٍ عن كِتاب التَّيسِير في المَخارِج والصِّفات.
🔸 تَعريفُ طَريقِ الشَّاطِبيَّة: هيَ كُلُّ خِلافٍ أو اتِّفاقٍ في كلِماتِ القُرآنِ بَينَ القُرَّاءِ السَّبعَة ورُواتِهِم الأربَعَةَ عَشَر نتَّبِعُ فيها ما ذَكرَهُ الإمامُ الشّاطِبيُّ في قصِيدَتِهِ [حِرز الأماني ووَجه التَّهانِي].
🔸 تَعريفُ الدُّرَّة المُضِيئَة: هي قَصيدةٌ للإِمام/ مُحمَّد بن الجَزَري في القِراءاتِ الثَّلاثِ المُتمِّمَةِ للعَشْر، وهي قِراءاتُ الأئِمَّة [أبوجعفر المدني، يَعقُوب الحَضرَمي، خَلف العاشِر]، واتَّبعَ فيها الإمامُ ابنُ الجَزَريِّ مَنهَجَ الإمامِ الشَّاطبيِّ، فجَعلَ لِكُلِّ قارئٍ راوِيَيْن، ولِكُلِّ راوٍ طَريقًا واحِدًا، وبلغَ عددُ أبياتِها 240 بيتًا.
🔸 تَعريفُ طَيِّبةِ النَّشر: هيَ قَصيدَةٌ مِن بَحر الرَّجز في القِراءات العَشْر للإِمام/ مُحمَّد بن الجَزَري، نَظَمَ فيها كِتابَهُ [النَّشرُ في القِراءات العَشْر] في 1014 بَيت مِن الشِّعر، جمَعَ فيها صاحِبُها جميعَ القِراءاتِ المُتواتِرَةِ عن النَّبيِّ ﷺ، واعتَمَدَ فيها لِكُلِّ راوٍ طَريقَينِ، ولِكُلِّ طريقِ مِنهُما طَريقَينِ، وتفرَّعتِ الطُّرقُ حتَّى بلَغََ عددُها (980 طريقًا).
🔸 تَعريفُ طَريقِ الطَّيِّبةِ: هيَ كُلُّ خِلافٍ أو اتِّفاقٍ في كلِماتِ القُرآنِ بَينَ القُرَّاءِ العَشَرَة ورُواتِهِم العِشرين نتَّبِعُ فيها ما ذَكرَهُ الإمامُ ابن الجَزَريِّ في قصِيدَتِهِ [طَيِّبةُ النَّشرِ في القِراءات العَشْر].
🔸 القِراءاتُ العَشْر الصُّغرَى: هي مَجمُوعُ طُرُقِ الشَّاطِبيَّةِ والدُّرَّةِ المُضيئَةِ، والتي ذُكِرَ فيها الخِلافَاتُ بَين القُرَّاءِ العَشَرة [سَبعةٌ مِن الشَّاطِبيَّة + ثلاثةٌ مِن الدُّرَّةِ المُضِيئَة].
✍🏻 وسُمِّيَت بالصُّغرَى: لأنَّ عددَ طُرُقِها واحِدٌ وعشرُون (21) طريقًا [14 طريقًا من الشَّاطِبيَّة + 7 طُرُق من الدُّرَّةِ المُضِيئَة]، فهيَ قليلةٌ مُقارنةً بطُرُقِ الطَّيِّبَةِ البالِغَة (980) طريقًا والمُسمَّاة بالعَشرِ الكُبرَى.
🔸 القِراءاتُ العَشْر الكُبرَى: هيَ ما حَوتهُ مَنظُومَة [طَيِّبة النَّشرِ في القِراءاتِ العَشْر]، والتي ذُكِرَ فيها الخِلافَاتُ بَين القُرَّاءِ العَشَرة ورُواتِهِم.
✍🏻 وسُمِّيَت بالكُبرَى: لِكَثرَةِ عددِ طُرقِها البالِغَة (980) طريقًا، حَيثُ ذُكِرَ فيها لِكُلِّ راوٍ طَريقَينِ، ولِكُلِّ طريقِ مِنهُما طَريقَينِ.
🔸 أُصُولُ القِراءة:
الأصلُ هوَ: خِلافٌ بَينَ القُرَّاءِ أو الرُّواةِ أو الطُّرُقِ يَندَرِجُ تحتَ قاعِدَةٍ مُعيَّنَةٍ.
🔸 الفَرْشُ: هوَ خِلافٌ بَينَ القُرَّاءِ أو الرُّواةِ أو الطُّرُقِ لَا يَندَرِجُ تحتَ قاعِدَةٍ مُعيَّنَةٍ، وإنَّما هُوَ كلِماتٌ قلَّ دَوَرَانُها مُنتَشِرَةٌ في القُرآنِ الكرِيمِ، ومَقرُونَةٌ بأَسماءِ السُّوَرِ التي وَرَدَت فيها؛ مثل: {مَـٰلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} في سُورةِ الفاتِحة، فَتُقرَأُ بألِفٍ وبدونِ ألفٍ.
🔸 القُرَّاءُ العَشَرَة ورُواتُهم:
1️⃣ الإمامُ نافعُ المَدنيُّ .. وراوِياهُ [قالُون + وَرْش]
2️⃣ الإمامُ ابنُ كثيرٍ المَكيِّ .. وراوِياهُ [البَزِّيُّ + قُنبُل]
3️⃣ الإمامُ أبو عَمرٍو البَصرِيُّ .. وراوِياهُ [الدُّوريُّ + السُّوسِيُّ]
4️⃣ الإمامُ ابنُ عامِرٍ الشَّامِيُّ .. وراوِياهُ [هِشام + ابنُ ذَكوَان]
5️⃣ الإمامُ عَاصمٌ الكُوفِيُّ .. وراوِياهُ [شُعبَة + حَفْص]
6️⃣ الإمامُ حَمْزةَ الكُوفِيُّ .. وراوِياهُ [خَلَف + خلَّاد]
7️⃣ الإمامُ الكِسَائِيُّ الكُوفِيُّ .. وراوِياهُ [أبو الحَارِث + الدُّوريُّ]
8️⃣ الإمامُ أبو جَعفَرَ المدنيُّ .. وراوِياهُ [ابنُ وَرْدَان + ابنُ جَمَّاز]
9️⃣ الإمامُ يَعقُوبُ الحَضْرَمِيُّ .. وراوِياهُ [رُوَيْس + رَوْح]
🔟 الإمامُ خَلفٌ العاشِرُ .. وراوِياهُ [إِسحَاق + إِدْرِيس]
🔸 طُرُقُ تلَقِّي القِراءاتِ القُرآنيَّة عَن المَشايخِ والمُقرئِينَ:
-
الطَّريقَةُ الأُولى: أَن يَقرَأَ الشَّيخُ، والطُّلَّابُ يَستَمِعُونَ إِلَيهِ ثُمَّ يُرَدِّدُونَ، وهَذهِ الطَّريقَةُ تُناسِبُ المُبتَدِئِين.
-
الطَّريقَةُ الثَّانِيةُ: أَن يَقرَأَ الطَّالِبُ على الشَّيخِ، والشَّيخُ يَستَمِعُ إلَيهِ ثُمَّ يُصَحِّحُ، وهَذهِ الطَّريقَةُ تُناسِبُ المُنتَهينَ؛ لِمَن يُريدُ المُراجَعَةَ، أَو الحُصُولَ على إِجازَةٍ.
🔸 المُقرِئُ: هُوَ مَن علَّمَ القِراءات القُرآنِيَّة أداءً ورَوَاها مُشافهَةً، وأُجِيزَ لهُ أَن يُعلِّمَ غَيرَهُ وجلَسَ لِلإِقرِاء.
أو هُوَ: مَن قرأَ القُرآنَ الكريمَ كامِلًا بالقِراءِاتِ العَشْر وأُجِيزَ بها وجَلسَ لِلإقراءِ وكان مُتقِنًا.
وفيما يلي بعض صور إجازات الأكاديمية لطلابها: